أسواق دمشق

سوق الحميدية : من أشهر أسواق دمشق، سوريا والشرق على الإطلاق وأكثرها جمالا ورونقا وقد وصفة المؤرخون بأنه فسيح رائع البناء ووصفوه بأنه مدينة تجارية صناعية في قلب دمشق القديمة ووصفه الباحثون بأنه درة الأسواق وأجملها ، وهو مغطى بالكامل بسقف حديدي مليء بالثقوب الصغيرة التي تنفذ منها الشمس أثناء النهار ومبلط بالحجر - البازلت الأسود - ويعد ملتقى الزائرين والسياح من كافة بقاع الدنيا 

     

 

  يبدأ سوق الحميدية عند نهاية شارع النصر مع شارع الثورة عند منطقة الدرويشية ويمتد السوق لمسافة تقارب الميلين،

  الجزء الأول منه يقع بجوار قلعة دمشق وبه العديد من المساجد والمباني التاريخية العريقة وتصطف على جانبية    المحلات التجارية من كل نوع وصنف على طابقين، . وينتهي سوق الحميدية عند بوابة معبد جوبيتر الدمشقي وأعمدته الباسقة ومنه إلى الساحة أمام الجامع الأموي في قلب المدينة القديمة.

تتفرع عن سوق الحميدية وتحاذيها أسواق كثيرة يصل إلى أكثر من عشرين سوقا تاريخيا متخصصة غير السوق الرئيسي.. ويقول المؤرخون أنها تتجاوز ال21 سوقا، ويقول القسطلي أنها تزيد على اثني عشر سوقا وهي أسواق مهنية تخصصية عرف كل سوق منها باسم حسب مهنة السوق وتخصصه، نذكر منها أساسا: سوق مدحت باشا وهي سوق طويلة مسقوفة مثل سوق الحميدية بناها الوالي العثماني مدحت باشا، وسوق البزورية وفيها يباع كل شيء يتعلق بالأغذية والحبوب والبذورات المجففة إضافة إلى السمنة العربية والزيوت والبهارات، سوق الحريقة المتخصصة بالأقمشة وسوق الخياطين وسوق الصاغة للذهب وسوق المناخلية وسوق العصرونية وسوق القباقبية وسوق السروجية (صناع سروج الخيل) وسوق الحرير وسوق العرائس المتخصصة بلوازم الأعراس ويسميها السكان سوق تفضلي وسوق الطويل وسوق المسكية وسوق القيشاني الذي تباع فيه الكلف والأزرار وسواها وسوق الصوف لبيع الأصواف ومشتقاتها وسوق القطن وسوق العبي للعباءات العربية التي تشتهر بها مدينة دمشق والكثير من الروائع والفنون التي تشتهر بها سوري

سوق مدحت باشا : من أعرق أسواق دمشق القديمة ومن الأسواق الشرقية الهامة ، وسمي بالسوق الطويل أيضا" أنشأ عام 1878م في عهد والي دمشق ( مدحت باشا) يمتد سوق مدحت باشا فوق الشارع الروماني ( الشارع المستقيم ) الذي ورد ذكره في الإنجيل والكتب المقدسة يقع هذا الشارع في قلب دمشق القديمة

وموازي لسوق الحميدية الشهير وهو

مسقوف في الجزء الأول منه ولمسافة كبيرة وعلى جانبيه الحوانيت والمحلات ذات الأقواس والخانات الأثرية التي تحولت في داخلها حاليا" الى محلات وأسواق و ممرات جانبية تصل بك الى  حارات عريقة  ،يخترق المدينة القديمة من باب الجابية الى باب شرقي ويتفرع منه أسواق متخصصة كثيرة مثل : سوق الحرير ، سوق البزورية ، سوق الخياطين ، سوق الصوف وغيرهاوفي الجزء المكشوف منه وقبل باب شرقي الأثري يوجد العديد من الكنائس العريقة والهامة مثل : كنيسة حنانيا والتي تعود للعصر البيزنطي ،وفي   وسطه تقريبا" مأذنة الشحم _والمصلبة _وتلة السماكة

 

سوق الحريقة : يحاذي من الجنوب سوق الحميدية، و سوق مدحت باشا من جهة الشمال ، وجادة الدرويشية غرباً و سوق الخياطين شرقاً. وعُرفت هذه المنطقة سابقا بـ "سيدي عامود" نسبة للوالي سيدي أحمد عامود الذي كان مدفوناً فيها، أما اسم الحريقة فأطلق على المنطقة بعد الحريق الذي شب فيها حين قصفت القوات الفرنسية دمشق عام 1925 هذا القصف الذي أدى إلى دمار أصاب الكثير من البيوت والآثار المعمارية الهامة ، و الحريقة بدأت في هذا المكان عندما سقطت قذيفة مدفعية أطلقت من قلعة المزة فوق قبة حمام الملكة في سيدي عامود، فاشتعلت النيران وامتدت إلى البيوت والمحلات المجاورة،   والتهمت فرن جبران وزقاق المبلط وراء سوق الحميدية، ثم زقاق سيدي عامود وبعضاً من سوق مدحت باشا. و نتيجة لأهمية الحريقة التجارية بالنسبة للسوريين بني بالقرب منها غرف صناعة وتجارة دمشق تلك الأبنية الواقعة قرب سوق الذهب، نرى أيضا حركة التجار في تلك الأبنية القريبة من محالهم، وكذلك مكاتبهم الصغيرة المنتشرة فوق المحال التجارية في وسط الحريقة، هذا القرب التجاري من الأبنية الرسمية أعطى المكان أهمية عن باقي الأسواق المنتشرة في دمشق و سوق الحريقة عادة لا تعرف موسم معين فحركة الناس نشيطة في أي يوم وأي شهر وربما أي فصل و يقدر عدد التجار في هذا السوق ما بين 3000 و 4000 تاجر و الحريقة أول مكان في دمشق يتمتع بشوارع مستقيمة ومتصالبة.

 

سوق البزورية : هو سوق تاريخي يقع إلى الجنوب من الجامع الأموي في دمشق يضم السوق العديد من الخانات التاريخية والمباني والمتاجر التي تبيع مواد العطارة والزهورات الشامية والأعشاب التي تستخدم في الطب الشعبي العربي ولهذا السوق شهرة عبر التاريخ.

إضافة إلى بيع العطارة والتوابل كذلك تباع في السوق أنواع من السكاكر والحلويات المتنوعة والمصنوعات والفواكه المجففة والصابون (صابون زيت الزيتون وصابون الغار السوري الشهير).

فتمتد البزورية بين قصر العظم وسوق الصاغة القديم شمالا، إلى سوق مدحت باشا مقابل حارة مئذنة الشحم جنوباً، ومن ثم ينعطف شرقاً ليضم إليه قسماً من الشارع المستقيم وسوق مدحت باشا. وهو مغطىً بساتر قوسي معدني من شماله وحتى جنوبه، وهو ما زال منذ تأسيسه تتخصص حوانيته ببيع الأعشاب الطبية والبزورات والفواكه المجففة والتوابل والشموع والسكاكر والشوكولاتة والملبّس الدمشقي الشهير الذي يباع بكثرة في مناسبات الأعراس والموالد النبوية. وقد توارثت هذه الحوانيت عائلات دمشقية قديمة ما زال أحفادها يستثمرون هذه المحلات ويشغلونها بنفس تجارة آبائهم وأجدادهم ويضم السوق إلى جانب حوانيته الصغيرة نسبياً أجمل منشأتين معماريتين قديمتين في دمشق هما: خان أسعد باشا، أكبر وأكمل خانات دمشق القديمة وأجمل خانات الشرق الأوسط، وحمام نور الدين الشهيد، أشهر حمام دمشقي ما زال يستقبل الراغبين في الاستحمام بحمامات السوق بتقاليدها المعروفة وبين نظامها العريق من «براني» و«وسطاني» و«جواني»! ولعلّ شهرة سوق البزورية الحالية، خاصة بين سكان دمشق وزوارها العرب بشكل خاص، تأتي من وجود عشرات المحلات المتخصصة بتحضير وبيع الأعشاب الطبية التي تلقى رواجاً كبيراً بين السوريين. و التهافت الكبير والشعبية التي تكتسبها الأعشاب الطبية كطب بديل وشعبي رخيص التكلفة قياساً بالطب الدوائي الحديث بـ«الفوائد الحقيقية التي يحققها استخدام هذه الأعشاب من قبل المرضى». «فمن خلال التجربة تأكد كثيرون  من فوائد هذه الأعشاب التي أوصي بالتداوي بها أجدادنا منذ مئات السنين، خاصة أن الأرض السورية بباديتها وجبالها وسواحلها غنية بمثل هذه الأعشاب». ومما يذكر أنه حسب إحصائيات علمية نشرت أخيراً في دمشق هناك 3646 نوعاً من النباتات الطبية موجودة في البيئة السورية

 

سوق المناخلية :هو السوق الوحيد في العاصمة الذي يبيع بضائع تهم البنائين والمعماريين والنجارين والحدادين، ويستقطب آلاف الزائرين يومياً، وهم ليسوا بالضرورة زبائن وإنما أناس عاديون أدهشهم بناء السوق وطرازه الجميل، ويضم السوق أكثر من 200 دكان، وبطول يصل لنحو 500 متر،ويعمل جميع أصحاب المحلات بصناعة وبيع المناخل والغرابيل، كما كانت عليه السوق قبل عشرات السنين، وحين تأسيسها كسوق متخصصة في هذه الصناعة ومنتجاتها اللازمة لمن يعمل في دقيق القمح ونخله وغربلته.

حافظ أصحاب المحال على استمرار هذه الصناعة اليدوية على الرغم من انخفاض عدد زبائنها، وطور البعض صناعة المناخل من شكلها الخاص بنخل دقيق القمح إلى أشكال أخرى وبثقوب مختلفة يستخدمها البناؤون في غربلة الرمل والإسمنت وبشكل يدوي، ومنذ تأسيس السوق عمل كثير من الأسر الدمشقية على استثمار دكاكينه، واستمر الأبناء بوراثة مهنة الآباء، فحافظوا على السوق وعلى بنائها وتجارتها يتواجد في السوق محلات تبيع الأدوات الصحية، وأقفال الأبواب، والخردوات بجميع أنواعها وأشكالها، كما حديثاً تواجد بعض المستودعات في السوق التي تحتوي على مواد التجميل والمواد الصحية والغذائية، فأصبح السوق يحتوي على كل شيء تقريباً.  تتوضع المحلات في السوق باتجاه واحد، وتتقابل الدكاكين على الطرفين، ويتميز السوق بأنه سوق متعرجة وفي عدة اتجاهات، وهذا ما جعل سقفه المعدني الذي جدد مع السوق يتعرج هو الآخر ليشكل منظرا جميلا تتقابل وتتلاقى فيه الزوايا، لتشكل قببا ودوائر وشبه منحرفات، حيث تجذب انتباه الزائر والمتجول في السوق، ويضم السوق مباني تاريخية جميلة ومهمة، ومنها: جامع سنان باشا، وفرع لنهر بردى بجوار نوافذ الجامع، وباب الفرج.